مرحلة جديدة في حياتي : العمل في القطاع المصرفي نحو غدٍ أفضل
- عفرين عازم شيخ
خلال مسيرتي الوظيفية تجاوزت العديد من التحديات وشغلت مناصب وظيفية مختلفة سعياً لتحقيق النجاح والإنجازات. وقد بدأت مسيرتي في مجال دعم خدمة العملاء، وفي غضون 5 سنوات توليت منصب مدير مساعد إدارة عمليات الهند في إحدى الشركات اليابانية. لقد كنت أعتبر مسيرتي المهنية رحلة إلى القمة.
ولكن كل شيء قد تغير عندما أنجبت ابنتي في عام 2016، حيث أصبحت هي محور حياتي. فقررت أن أتوقف لفترة عن العمل وأن أكرّس جهدي بالكامل لتربية صغيرتي رافا كوناين. وسرعان ما مرت 8 سنوات في لمح البصر.
على الرغم من النمو الهائل الذي يمر به العالم حالياً، إلا أن هناك العديد من الصعاب التي تواجهنا في الوقت نفسه. لذلك قررت العودة إلى العمل بدوام كامل لضمان الأمان المالي وأن أكون قدوة حسنة لصغيرتي رافا.
في عام 2019 بدأت رحلة البحث عن وظيفة تخدم أولوياتي باعتباري أماً، ولم يحالفني الحظ. وفي سبتمبر من عام 2021، توجهت إلى مدينة بنغالور من مومباي للالتقاء بشقيقتي. وهناك سمعت أنباء عن إجراء مقابلات شخصية للانضمام لبنك المشرق في إطار برنامج "عودة الأمهات للعمل". وكانت أهم مميزات هذه الوظيفة إمكانية العمل عن بُعد. وهذا يساعدني على الاعتناء بصغيرتي وأداء مهامي في الوقت نفسه. وبالطبع كنت في غاية السعادة.
كنت أعمل في شركة "ريلاينس إنفو كوم"، حيث كانت مهامي تختلف تماماً عن مجال الخدمات المالية. كما أن الابتعاد عن سوق العمل لمدة 8 سنوات كفيل بأن يجعل الأمر أكثر صعوبة. حيث مر قطاع العمل بالعديد من التغيرات، مما أثار قلقي من مواكبة التطورات. ولكنني اندهشت عندما اكتشفت أن برنامج "عودة الأمهات للعمل" قد صُمِّم لتأهيل الأمهات للعودة إلى العمل خلال 6 أشهر بعد تلقي التدريب اللازم. وهذا منحني شعوراً بأنني لم أغادر العمل أبداً. وبالطبع كان الدعم الكبير الذي تلقيته من الجميع في العمل وتضامنهم معي أهم ما ساعدني على استكمال رحلتي المهنية.
وخلال فترة تدريبي في بنغالور، تلقيت مكالمة هاتفية عاجلة لإخباري بأن صغيرتي قد تعرضت لحادث. ولم يتردد فريقي في نقلي إلى مومباي لمواصلة تدريبي عن بُعد.
الأمر ينطوي في الأساس على روح الفريق، فهو يصنع فارقاً حقيقياً. ليس من السهل أبداً أن يعود المرء إلى سوق العمل بعد انقطاع دام سنوات. وفي أغلب الأحيان يُتوقع منك أن تبذل جهداً أكبر مما ينبغي لإثبات إلتزامك. ولكن عندما تعثر على الوظيفة المناسبة التي تساعدك على تحقيق التوازن بين الحياة الشخصية والحياة العملية، فهذا يمنحك المزيد من القوة. والآن أستطيع أن أرى أمامي مشهد من مستقبلي مع ابنتي وزوجي بينما أتطور في عملي ونتطلع إلى غدٍ أفضل.
هل وجدت المعلومات التي كنت تبحث عنها في هذه الصفحة؟